سوق الأسهم العالمية والأمريكية خصوصاً في حالة اضطراب شديدة. ويعود ذلك إلى الهبوط التاريخي الذي يشهده سوق الأسهم الآن. وأصبح المستثمرون متشائمون للغاية فيما يخص توقعاتهم لنمو الاقتصاد الأمريكي.
سبب انهيار سوق الأسهم
ويعتقد أن السبب في الغالب هو أن وضع الاحتياطي الفيدرالي غير مطمئن. على الرغم من أن دور الفيدرالي الأساسي يكمن في حفظ استقرار الأسعار وخفض معدلات البطالة. إلا أنه بعض المستثمرين أو المضاربين يعتقدون بشكل خاطئ أن دوره هو انقاذ الأسواق المالية عندما تصبح الأمور صعبة.
وقد أكد بنك الاحتياطي الفيدرالي ذلك في عدة مناسبات منذ أواخر العام الماضي. وبدأ بالفعل في تشديد السياسة النقدية. ومن المتوقع ألا يكون أمامه خيار سوى رفع سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى أعلى من 2% في محاولة لكبح التضخم.
انخفاض مؤشرات سوق الأسهم
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية (المستحقة بعد سنتين) من 0.16% فقط قبل عام إلى 2.68% اليوم. وارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية (المستحقة بعد 10 سنوات) من مستوى قياسي منخفض بلغ 0.51% في يوليو من العام الماضي إلى 3.13% اليوم. وقفز معدل الرهن العقاري (لمدة 30 عامًا) من 3.29% في بداية هذا العام إلى 5.45% الأسبوع الماضي.
نتيجة لذلك، انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 24.4% في سوق هابطة من أعلى مستوى له في 19 نوفمبر حتى يوم الجمعة الماضي. وانخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 14.0% عن أعلى مستوى سجله في 3 يناير. وخلال نفس الفترة، انخفضت نسبة السعر إلى الأرباح المتوقعة لمؤشر S&P 500 من 21.5 إلى 17.5%.
المستهلكون ليسوا قلقون إلى هذا الحد
على الجانب الآخر، فإن المستهلكين الأمريكيين في حالة جيدة نوعاً ما. صحيح أنهم مستاؤون من التضخم، لكن سوق العمل الأمريكي كان يمر بأزمة توظيف خانقة. واستفاد العديد من الموظفين من الأزمة وقاموا بتبديل وظائفهم والانتقال إلى وظائف تدفع لهم رواتب أعلى. مما أدى إلى إدخارهم الكثير من الأموال منذ بداية الوباء، اضافةً إلى الأموال المجانية وشيكات الدعم التي تلقوها من الحكومة خلال تلك الفترة.
عادةً ما كانت حالات الركود السابقة ناتجة عن أزمات الائتمان الناتجة عن تشديد سياسات بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ومن المتوقع أن يتراجع التضخم خلال الأشهر القادمة إلى مستويات ما بين 6-7%، ويستمر في التراجع ليصل إلى مستويات ما بين 3-4% السنة القادمة من غير دخول الاقتصاد في حالة ركود.
وتضخمت أسعار السلع الاستهلاكية بشكل كبير منذ العام الماضي. ومن المرجح أن يهدأ التضخم قليلاً خلال العام المقبل بعد إشباع الطلب المكبوت، إلى جانب تحسن نقص السلع الناتج عن اضطرابات سلاسل التوريد العالمية.
معظم الانخفاض الحاصل في مؤشر S&P 500 يعود إلى الإنخفاض الذي حدث لثمانية أسهم ضخمة وهي Alphabet و Amazon و Apple و Meta و Microsoft و Netflix و Nvidia و Tesla. مع العلم أن هذه الأسهم تمثل حالياً 23%من القيمة السوقية للمؤشر.
لكن من ناحية أخرى، كان لأسهم قطاع أداءً متفوقًا بشكل كبير هذا العام. كما أن أداء الشركات المالية، وخاصةً شركات التأمين، كان جيدًا أيضًا.
الخلاصة
خلاصة القول أنه من المتوقع أن تبدأ الأسواق في التصحيح قريباً ونتوقع أن نرى مؤشر S&P 500 في مستوى قياسي مرتفع مرة أخرى العام المقبل. ويساهم الدولار القوي في هذه التوقعات الصعودية، مما يشير إلى أن المستثمرين العالميين يرون الولايات المتحدة كملاذ آمن في عالمنا المضطرب.
اخلاء مسئولية:
تم كتابة هذا المقال بهدف تعليمي وتوعوي ولا ننصح بالاعتماد عليه كتوصية استثمارية، ننصحك بالدراسة والتعاون مع مستشار قبل اتخاذ أي قرار استثماري..
لا يوجد تعليقات