أحد الأسباب الرئيسية لخسارة المستثمرين الجدد للمال هو أنهم يطاردون معدلات عائد غير واقعية على الاستثمار الخاصة بهم، سواء كانوا يشترون الأسهم أو السندات أو الصناديق المشتركة أو العقارات أو بعض فئات الأصول الأخرى. معظم الناس لا يفهمون كيفية عمل الربح المركب. أي نسبة زيادة على الربح كل عام قد تعني زيادات هائلة في ثروتك النهائية بمرور الوقت.
فإن استثمار 10,000 دولار مثلاً بنسبة 10% لمدة 100 عام يتحول إلى 137.8 مليون دولار. نفس مبلغ الـ 10,000 دولار المستثمر بضعف معدل العائد 20% لا يضاعف النتيجة فحسب، بل يحولها إلى 828.2 مليار دولار.
إذا استثمرت 10,000 دولار بنسبة 10%، فستتحول إلى 67,275 دولارًا بعد 20 عامًا؛ و إذا استثمرت نفس المبلغ بنسبة 20 %، فسيصبح 383,376 دولارًا. لكن بالتأكيد أنه مع ارتفاع العوائد تكون المخاطر أكبر.
ما هو معدل العائد الجيد؟
أول شيء يتعين علينا القيام به هو التخلص من التضخم. في الواقع، يهتم المستثمرون بزيادة قوتهم الشرائية وليس بكمية الأموال، أي أنهم لا يهتمون بعدد الدولارات أو اليوروهات في حد ذاتها، بل يهتمون بعدد شطائر البرغر بالجبن أو السيارات أو البيانو (عندما تصبح ثريًا قد تحب اقتناء البيانو الخاص بك!) أو أجهزة الكمبيوتر أو الأحذية التي يمكنهم شراؤها.
عندما نفعل ذلك وننظر في البيانات، نرى أن معدل العائد يختلف باختلاف أنواع الأصول:
الذهب
إن الذهب هو مجرد مُخزِن للقيمة يحافظ على قوته الشرائية عقداً بعد عقد. على الرغم من أن الذهب يمكن أن يكون شديد التقلب، حيث أنه يصل إلى ارتفاعات هائلة وينخفض إلى أدنى مستوياته خلال سنوات قليلة فقط، إلا أنه يميل إلى الارتفاع على المدى الطويل. مما يعني أنه لن يكون مكاناً آمناً لتخزين الأموال التي قد تحتاجها في السنوات القليلة المقبلة.
النقد
يمكن أن تنخفض قيمة العملات مع مرور الوقت بسبب التضخم. إن الإحتفاظ بالنقود تحت الوسادة لمدة طويلة من الزمن سيجعلها بلا قيمة حقيقة، يعتبر الاحتفاظ بالنقد خطة استثمار سيئة جداً على المدى الطويل
السندات
من عام 1926 حتى عام 2018، كان متوسط العائد السنوي للسندات 5.3 % ، وكلما زادت مخاطر السندات زاد العائد الذي يطلبه المستثمرون.
ملكية الأعمال، بما في ذلك الأسهم
من عام 1926 حتى عام 2018، كان متوسط العائد السنوي للأسهم 10.1% . وكلما زادت مخاطر الأعمال التجارية زاد العائد الذي يطلبه المستثمرون، وهذا يفسر لماذا قد يطلب شخص ما الحصول على عوائد عالية عند بدء التشغيل، بسبب حقيقة أن مخاطر الفشل أو الإفلاس مرتفعة جداً
العقارات
بعيداً عن الديون، فإن مطالبات عائدات العقارات التي يطلبها المستثمرين مشابهة لمطالبات ملكية الأعمال والأسهم.
تتطلب المشاريع الأكثر خطورة معدلات عائد أعلى. بالإضافة إلى ذلك، يُعرف المستثمرون العقاريون باستخدام الرهون العقارية، وهي شكل من أشكال الرافعة المالية لزيادة العائد على استثماراتهم. المعدلات هنا أقل بكثير مما قد يعتبره العديد من المستثمرين على المدى الطويل معقولاً.
اقرأ أيضاً: كيف تستثمر في العقارات بدون رأس مال
حافظ على التوقعات الواقعية
إذا كنت مستثمرًا جديدًا وتتوقع أن تكسب 15% أو 20% على استثماراتك في الأسهم على مدى عقود. فأنت تتوقع الكثير وهذا لن يحدث.
قد يبدو هذا قاسياً، لكن يجب أن تفهم أن أي شخص يعدك بعائد كبير إلى هذه الدرجة فهو يستفيد من جشعك وقلة خبرتك. إن تأسيس آمالك المالية على افتراضات سيئة يعني أنك إما ستفعل شيئًا غير مسؤول عن طريق الاستثمار بالأصول الخطرة أو الوصول إلى التقاعد بأموال أقل بكثير مما كنت تتوقع. لا تُعتبر أي منهما نتيجة جيدة، لذا احتفظ بافتراضات واقعية ومتحفظة للعوائد المتوقعة. ويجب أن تكون لديك تجربة استثمار أقل إرهاقًا بكثير.
إن ما يجعل الحديث عن معدل عائد “جيد” أكثر إرباكًا للمستثمرين عديمي الخبرة هو أن معدلات العائد التاريخية لم تكن ذات مسارات تصاعدية سلسة. إذا كنت مستثمرًا قليل الخبرة في الأسهم فقد تعاني أحيانًا من خسائر مروعة على المدى القصير. وقد يستمر الكثير منها لسنوات في حال كانت اختياراتك غير مدروسة وغير منوعة. إنها طبيعة رأسمالية السوق الحر. ولكن يجب أن تعرف أيضًا أنك لو قمت ببذل المجهود الكافي في تنمية معرفتك المالية والاستثمارية قد تكون المكافأة أكبر بكثير مما تتصور. يمكنك قراءة المقال التالي كنقطة بداية: يمكنك أن تصبح مستثمرًا ذكيًا في 15 دقيقة. إليك من أين تبدأ
لا يوجد تعليقات